التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وصايا نبوية لدوام المحبة والوئام " تهادوا تحابوا "


وصايا نبوية لدوام المحبة والوئام " تهادوا تحابوا "


الزواج في الإسلام آية ربانية ، وسنة نبوية ، وفطرة إنسانية ، وضرورة اجتماعية ، وعفة ، وسكن للغريزة الإنسانية .
ولكي ينجح هذا الزواج لابد له من منهج قويم ، 
وتخطيط سليم .

ومن هذه الزاوية نتناول الوصايا النبوية التي تعتبر مقومات
حقيقية للسعادة الزوجية ، ووصيتنا هنا بخصوص شيء مهم يزيد من المحبة والوئام بين الناس كافة ، وبين الزوجين خاصة ألا وهو الهدية .للهدية عظيم الأثر في استجلاب المحبة ، وإثبات المودة ، وإذهاب الضغائن ، وتأليف القلوب ،وهي دليل على الحب ، وصفاء القلوب ، وفيها إشعار بالتقدير والاحترام ، ولذلك فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية ، قبلها من المسلم ، وغير المسلم ، كما حثَّ صلى الله عليه وسلم على التهادي ، وعلى قبول الهدايا .وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها ، ومعنى يثيب عليها أي يجازي المهدي بهدية أيضًا ، وهذا هو قمة الذوق والوفاء ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تهادوا تحابوا [1] رواه ابو هريرة .
الهدية مفتاح القلوب :
وعُرف عن الهدية أنها مفتاح القلوب ، ومفتتة الضغائن ، فربما يكون القلب معرضًا منقبضًا عن إنسان ، فإذا تغيّرت المعاملة إلى معاملة فيها من الود والرحمة والتهادي تغيرت النفوس ، وانشرحت القلوب.وإذا كانت الهدية مهمة ومؤثرة على إطلاقها ، فإن أهميتها وتأثيرها يزدادان بين الزوجين ، فللهدية من الزوج لزوجته عظيم الأثر في جلب مودتها ، ودفع الوساوس عنها ، وإثبات محبتها ، وهي دليل على التراحم ، وخاصة إذا صُحبت بالكلمات الطيبة ، والعبارات المريحة ، والإبتسامات الصادقة ، وكذلك الأمر من الزوجة لزوجها ، فهي تذكرة للعهد ، ومجلبة للود ، ودافعة لملل قد تراكمته الأيام .
وليست الهدية ذات
 أثر في إيجاد المحبة فقط ، بل لها أثر كذلك في إزالة الجفوة ، وفي مسح ما قد يكون من غضب أو ضغينة ، فإن العلاقة بين الزوج والزوجه ممتدة لأجل غير مسمى ، فربما يخطئ طرف في حق الطرف الآخر ، فيقع من أثر الخطأ نوع من الجفوة ، أوبعض الغضب ، أو قليل من شحناء ، أو بغضاء ، فإذا بادر الزوجان إلى الهدية فكأنها لسان حال الإعتذار ، وكأنها جلاء ما في القلب من الأكدار .
الهدية تفوق الصدقة في الأجر :
والهدية في بعض الأحيان تفوق الصدقة في الأجر ، وذلك إذا وقعت موقعها في التآلف ، والوصل ، وابتغاء الأجر والثواب.ومداخل القلوب هي في الغالب أمور يسيرة ، وأعمال هينة غير عسيرة تبذر بذورالمحبة في القلوب ، وتفتح مغاليق أبوابها ، وتذلل الطريق إليها ، وتفرش الورود والندى فيما بين الأزواج ، حتى تأتلف ، وتمتزج بماء المحبة والود والرحمة والإستمرار .و إن النفس والقلب لا شك يتأثران بالهدية امتنانًا من صاحبها ، وشكرًا له ، ومودة ومحبة له ، وإضافة لذلك فإننا نرى دلائل الشرع تؤيد هذا وتؤكده ؛ لما في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : " تهادوا تحابُّوا " وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام ، لخّص فيه الفعل وأثره : تهادوا تحابُّوا " أي : "اجعلوا بينكم التهادي ، وتبادل التهادي ، يحصل بينكم أو تقع لكم أصول المحبة فيما بينكم بإذن الله عز وجل ".
الحث على الهدية ولو بالقليل :
وكان عليه الصلاة والسلام يقبل القليل كما يقبل الكثير ، وكان يقبل بالهدية وإن كانت قليلة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ضاربًا من نفسه القدوة لغيره: " لو دُعيت إلى ذراعٍ أو كُرَاعٍ لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراعٌ أو كُرَاعٌ لقبلت [2] اخرجه البخاري ، والكُراع من الدابة ما دون الكعب ، قال الحافظ بن حجر وخص الذراع والكراع بالذكر ليجمع بين الحقير والخطير ؛ لأن الذراعكانت أحب إليه من غيرها ، والكراع لا قيمة له .
هدايا لا تـُرد 
:ومن أنواع الهدية التى أوصانا بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا ألا تـُرد : الطيب ؛ فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب ، وصح عنه كذلك أنه قال : " من عرض عليه ريحان فلا يرده ؛ فإنه خفيف المحمل طيب الريح " [3] أخرجه مسلم
**********************

تحقيق الأحاديث الواردة :
[1] تهادوا تحابوا.الراوي : أبو هريرة - المحدث : العراقي - المصدر : تخريج الأحياء الصفحة أو الرقم 2/53 خلاصة حكم المحدث :إسناده جيد

[2] 
لو دُعيت إلى ذراع ، أو كراع ، لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراعأو كراع لقبلت.

الراوي
 : أبو هريرة - المحدث : البخارى - المصدر : صحيح البخارى - الصفحة أو الرقم 2568 - خلاصة حكم المحدث :صحيح


[3]
من عُرض عليه ريحان فلا يرده ، فإنه خفيف المحمل طيبالريح.
الراوي أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم : 2253 - خلاصة حكم المحدث صحيح

تعليقات