التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ تفسير قولُ الله تعالَى لنبيٌه المُصطفى صلٌى الله عليهِ وسَلم ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )


  1. وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

    تفسير قولُ الله تعالَى لنبيٌه المُصطفى صلٌى الله عليهِ وسَلم
    ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
    بسم الله الرحمن الرحيم 
    فهذا جُهدُ ُمُقل في جمع كلام الأئمٌة وأهلِ العلم ؛ في تَفسير قولهِ تعالى لنبيٌه محمد صلى الله عليه وسلم { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
    ( 1 ) اختصرتُ فيه على النٌقل من كُتبهم رحمهم الله , من دون ذلك التٌطويل المُمِل أوالتٌقصير المُخل ,والله وليٌ التوفيق :
    قال الإمام الطٌبري رحمه الله في التفسير :( 2 )
    حدثني على قال ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يقول: دين عظيم.
    حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن بن عباس، قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يقول: إنك على دين عظيم، وهو الإسلام.
    حدثني محمد بن عمرو، قال. ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال ثنا الحسن. قال. ثنا ورقاء، جميعا عن أبن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: الدين.
    حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: سألتُ عائشة عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن، تقول: كما هو في القرآن.
    حدثنا بشر، قال. ثنا يزيد، ق ال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ذُكر لنا أن سعيد بن هشام سأل عائشة عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن.
    حدثنا عُبيد بن آدم بن أبي إياس، قال: ثني أبي، قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سعيد بن هشام، قال: أتيت عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، فقلت: أخبريني عن خُلُق رسول الله، فقالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ).
    أخبرنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، عن أبى الزهرية، عن جُبير بن نُفَير قال: حججبت فدخلت على عائشة، فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.
    حدثنا عبيد بن أسباط، قال: ثني أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، في قوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: أدب القرآن.
    حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) قال: على دين عظيم.
    حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله ( لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) يعني دينه، وأمره الذي كان عليه، مما أمره الله به، ووكله إليه. اهـ
    وقال الإمام البغوي رحمه الله في التفسير :( 3 )
    وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال ابن عباس ومجاهد: دين عظيم لا دين أحب إلي ولا أرضى عندي منه، وهو دين الإسلام. 
    وقال الحسن: هو آداب القرآن.

    سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن .اهـ
    ( 4 )
    قال الإمام السعدي رحمه الله في التفسير:
    ( 5 )- بعد هذه الآيات -
    ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) 
    { 1 - 7 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لأجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ * فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } .

    يقسم تعالى بالقلم، وهو اسم جنس شامل للأقلام، التي تكتب بها [أنواع] العلوم، ويسطر بها المنثور والمنظوم، وذلك أن القلم وما يسطرون به من أنواع الكلام، من آيات الله العظيمة، التي تستحق أن يقسم الله بها، على [ ص 879 ] براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون فنفى عنه الجنون
    ( 6 ) بنعمة ربه عليه وإحسانه، حيث من عليه بالعقل الكامل، والرأي الجزل، والكلام الفصل، الذي هو أحسن ما جرت به الأقلام، وسطره الأنام، وهذا هو السعادة في الدنيا، ثم ذكر سعادته في الآخرة، فقال: { وَإِنَّ لَكَ لأجْرًا } . أي: عظيمًا، كما يفيده التنكير، { غير ممنون } أي: [غير] مقطوع، بل هو دائم مستمر، وذلك لما أسلفه النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال الصالحة، والأخلاق الكاملة، ولهذا قال: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } أي: عاليًا به، مستعليًا بخلقك الذي من الله عليك به، وحاصل خلقه العظيم، ما فسرته به أم المؤمنين، [عائشة -رضي الله عنها-] لمن سألها عنه، فقالت: "كان خلقه القرآن"، وذلك نحو قوله تعالى له: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } [الآية]، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيُصُ عَلَيْكُم بِالمْؤُمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } وما أشبه ذلك من الآيات الدالات على اتصافه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق، [والآيات] الحاثات على الخلق العظيم ( 7 )فكان له منها أكملها وأجلها، وهو في كل خصلة منها، في الذروة العليا، فكان صلى الله عليه وسلم سهلا لينا، قريبًا من الناس، مجيبًا لدعوة من دعاه، قاضيًا لحاجة من استقضاه، جابرًا لقلب من سأله، لا يحرمه، ولا يرده خائبًا، وإذا أراد أصحابه منه أمرًا وافقهم عليه، وتابعهم فيه إذا لم يكن فيه محذور، وإن عزم على أمر لم يستبد به دونهم، بل يشاورهم ويؤامرهم، وكان يقبل من محسنهم، ويعفو عن مسيئهم، ولم يكن يعاشر جليسًا له إلا أتم عشرة وأحسنها، فكان لا يعبس في وجهه، ولا يغلظ عليه في مقاله، ولا يطوي عنه بشره، ولا يمسك عليه فلتات لسانه، ولا يؤاخذه بما يصدر منه من جفوة، بل يحسن إلى عشيره غاية الإحسان، ويحتمله غاية الاحتمال صلى الله عليه وسلم.
    فلما أنزله الله في أعلى المنازل من جميع الوجوه، وكان أعداؤه ينسبون إليه أنه مجنون مفتون قال: { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ } وقد تبين أنه أهدى الناس، وأكملهم لنفسه ولغيره، وأن أعداءه أضل الناس، [وشر الناس] 
    ( 8 ) للناس، وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله، وأضلوهم عن سبيله، وكفى بعلم الله بذلك، فإنه هو المحاسب المجازي.
    و{ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } وهذا فيه تهديد للضالين، ووعد للمهتدين، وبيان لحكمة الله، حيث كان يهدي من يصلح للهداية، دون غيره.اهـ
    وقال الإمام السعدي أيضاً رحمه الله في تيسير اللطيف المنان : 
    ( 9 )
    { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }{ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ }{ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ }{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }{ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ }{ بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ }{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [القلم : 1 - 7] .
    يقسم تعالى بالقلم ، وهو اسم جنس شامل للأقلام التي تكتب بها أنواع العلوم ، ويسطر بها المنثور والمنظوم ، وذلك أن القلم ، وما يسطر به من أنواع الكلام من آياته العظيمة التي تستحق أن يقسم بها على براءة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مما نسبه إليه أعداؤه من الجنون ، فنفى عنه ذلك بنعمة ربه عليه وإحسانه ، إذ من عليه بالعقل الكامل والرأي السديد ، والكلام الفصل الذي هو من أحسن ما جرت به الأقلام وسطره الأنام ، وهذا هو السعادة في الدنيا .

    ثم ذكر سعادته في الآخرة فقال : { وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ } أي : لأجرا عظيما - كما يفيده التنكير - غير مقطوع ، بل هو دائم متتابع مستمر ، وذلك لما أسلفه صلى الله عليه وسلم من المقامات العالية في الدين والأخلاق الرفيعة ; ولهذا قال : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } فعلا صلى الله عليه وسلم بخلقه العظيم على جميع الخلق ، وفاق الأولين والآخرين ، وكان خلقه العظيم - كما فسرته به عائشة رضي الله عنها - هذا القرآن الكريم ، وذلك نحو قوله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } 

    ( 10 ) ،{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } ( 11 ) ، { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ( 12 ) .اهـ
    وقال الإمام ابن كثير رحمه الله في كتابه التفسير
    ( 13 ) 
    وقوله: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } قال العوفي، عن ابن عباس: 
    أي: وإنك لعلى دين
    ( 14 ) عظيم، وهو الإسلام. وكذلك قال مجاهد، وأبو مالك، والسدي، والربيع بن أنس، والضحاك، وابن زيد.

    وقال عطية: لعلى أدب عظيم. وقال مَعْمَر، عن قتادة: سُئلت عائشةُ عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كان خلقه القرآن، تقول كما هو في القرآن.
    وقال سعيد بن أبي عَرُوبَة، عن قتادة قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ذكر لنا أن سعد 

    ( 15 ) بن هشام سأل عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن.
    وقال عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن قتادة، عن زُرارة بن أوفى ( 16 ) عن سعد بن هشام قال: سألت عائشة فقلت: أخبريني يا أم المؤمنين -عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلتُ: نعم. فقالت: كان خلقه القرآن ( 17 ) .
    هذا حديث طويل. وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث قتادة بطوله 

    ( 18 ) .وسيأتي في سورة "المزمل" إن شاء الله تعالى.

    وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس، عن الحسن قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن 
    ( 19 ) .
    وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود، حدثنا شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواد قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أما تقرأ القرآن: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } ؟ قال: قلت: حدثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي فإن جاءت هي بالطعام فوضعته قبلُ فاطرحي الطعام! قالت: فجاءت بالطعام. قالت: فألقت 
    ( 20 ) الجارية، فوقعت القصعة فانكسرت -وكان نِطْعًا ( 21 ) -قالت: فجمعه رسول الله وقال: "اقتضوا -أو: اقتضى-شك أسود -ظَرفًا مكان ظَرفِك". 
    قالت: فما قال شيئًا 
    ( 22 ) .
    وقال ابن جرير: حدثنا عبيد بن آدم بن أبي أياس، حدثنا أبي، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سعد 
    ( 23 ) بن هشام: قال: أتيت عائشة أم المؤمنين فقلت لها: أخبريني بخلُق النبي ( 24 ) صلى لله عليه وسلم. فقالت: كان خلقه القرآن. أما تقرأ: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وقد روى أبو داود والنسائي، من حديث الحسن، نحوه ( 25 ) .
    وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، وأخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جُبَير بن نفير قال: حججتُ فدخلتُ على عائشة، رضي الله عنها، فسألتها عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.وهكذا رواه أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي. ورواه النسائي في التفسير، عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به
    ( 26 ) .
    ومعنى هذا أنه، عليه السلام، صار امتثالُ القرآن، أمرًا ونهيًا، سجية له، وخلقًا تَطَبَّعَه، وترك طبعه الجِبِلِّي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جَبَله الله عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشجاعة، والصفح والحلم، وكل خلق جميل. كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: خدمتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: "أف" قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا ولا مَسسْتُ خزًا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شَمَمْتُ مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عَرَق رسول الله صلى الله عليه وسلم 
    ( 27 ) وقال البخاري: [حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله] ( 28 ) حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسن الناس خلقًا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير ( 29 ) والأحاديث في هذا كثيرة، ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب "الشمائل".
    قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَر، عن الزهري، عن عُرْوَة، عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله. ولا خُيِّر بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثما كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله، فيكون هو ينتقم لله، عز وجل 
    ( 30 ) .اهـ 
    وقال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه الوسيلة : 
    ( 31 ) 
    وبما أثنى سبحانه عليه في قوله : { وإنك لعلى خلق عظيم }
    ( 32 ) إذ ماذا يمكن للبشر أن يقولوا فيه بعد قول الله تبارك وتعالى هذا ؟ وما قيمة أي كلام يقولونه أمام شهادة الله تعالى هذه ؟ وإن أعظم مدح له صلى الله عليه وسلم أن نقول فيه ما قال ربنا عز وجل : إنه عبد له ورسول فتلك أكبر تزكية له صلى الله عليه وسلم وليس فيها إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير .اهـ
    والله أعلم
    منـقـــــــول للإفـــادة
    المراجع والمصادر التى أعتمد عليها الكاتبان : 
    أبو حمزة السلفي .. وخالد المنصوري :
    1)[القلم : 4] .
    2) -ج 23 ص 528 / 529 / 530 -: .
    3) - ج 8 ص 178 -: .


    4) قال المحق محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الرابعة ، 1417 هـ - 1997 م : أخرج مسلم في باب جامع صلاة الليل من كتاب صلاة المسافرين وقصرها مطولا برقم: 746 -1 / 513 عن حكيم ابن أفلح قال لعائشة - رضي الله عنها: "يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن". وباللفظ الذي ساقه المصنف أخرجه: أحمد: 6 / 91، والبيهقي: 2 / 499، والطبري: 29 / 13. .

    5) - ج 1 ص 878 -: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي بتحقيق : عبد الرحمن بن معلا اللويحق : الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى 1420هـ -2000 م .
    6) في ب: عنه ذلك. .
    7) في ب: على كل خلق جميل. .
    8) زيادة من هامش ب. .
    9) ر 12 - تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن - الطبعة : الأولى الناشر : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1422هـ .
    10) [الأعراف : 199] .
    11) [آل عمران : 159] .
    12) [التوبة : 128] . .
    13) تفسير القرآن العظيم للإمام أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] ج 8 ص 188 / 190 بتحقيق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية 1420هـ - 1999 م .
    14) في أ: "لعلى خلق". .
    15) في أ: "أ، سعيد". .
    16) في أ: "زرارة بن أبي أوفي". .
    17) تفسير عبد الرزاق 2/245. .
    18) صحيح مسلم برقم 746 .
    19) المسند 6/216 .
    20) في أ: "فالتفتت". .
    21) في هـ، م، أ: "نطع"، والمثبت من المسند. .
    22) المسند 6/11 .
    23) في هـ، أ: "سعيد"، والمثبت من م وتفسير الطبري .
    24) في م: "رسول الله" .
    25) تفسير الطبري 29/13 وسنن أبي داود برقم 1352 وسنن النسائي 3/220 .
    26) تفسير الطبري29/13 والمسند 6/188 وسنن النسائي الكبرى برقم 11138 .
    27) صحيح البخاري برقم 6038 وصحيح مسلم برقم 2309 .
    28) زيادة من م، أ، وصحيح البخاري. .
    29) صحيح البخاري برقم (3549 .
    30) المسند 6/232 .
    31) ج 1 ص 83 : كتاب التوسل أنواعه وأحكامه للإمام محمد ناصر الدين الألباني الطبعة : الثالثة الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت : آلف بينها ونسقها محمد عيد العباسي .


    32) [ القلم : 4 ] .


  2. #2
    الصورة الرمزية ام منة الله
    ام منة الله غير متواجد حالياًوفقها الله
    تاريخ التسجيل
    09-09-2006
    المشاركات
    3,257

    اخى فى الله

    موضوع مهم وفى نفس الوقت يعرفنا على رسولنا الكريم
    اكثر واكثر وبحر العلم كبير مهما تزودنا منه لانشبع وكل
    يوم تتحفنا بكل ماهو جديد كلنا نعرف خلق سيدنا سيد الخلق
    وحبيبنا محمد صلوات ربى عليه وسلامه وعلى اله وصحبه اجمعين
    ولكن جهودك المميزه التى تطالعنا كل يوم بما هو فيه ذياده لهذه المعرفه
    فلابد ان نشكر لك هذا المجهود العظيم وندعو الله ان يثيبك احسن الثواب
    وبما ان الله ادب رسوله الكريم فأحسن تأديبه فهو على خلق عظيم صل الله
    عليه وسلم فأ‘ننا نشعر تجاه هذا الرسول الكريم بالادب الكامل لان الله سبحانه وتعالى اوجب له الادب فقال فى اياته عز من قائل 00 [ ياايها الذين امنوا لاتقدموا بين يدى الله ورسوله ] الحجرات
    وقال ايضا [ ياايها الذين امنوا لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لاتشعرون ] الحجرات
    واكثر من هذا احياء سنته واظهار شريعته وابلاغ دعوته وانفاذ وصاياه
    اشكرك اخى الحاج محمود على انك اتحتلى فرصة لاابداء راى فى مثل هذه الموضوعات القيمه فمثل هذه الموضوعات شرف لنا ان نرد عليها جزاك الله خير الجزاء 
  3. #3
    الصورة الرمزية محمود جد ياسين
    محمود جد ياسين غير متواجد حالياً:: مراقب عام المنتديات ::
    تاريخ التسجيل
    13-11-2006
    المشاركات
    28,882
    أختى فى الله
    حفظكِ الله ورعاكِ و أكرمكِ بالخيرات


    اشكر لكِ مرورك الكريم 

    راجيا ان يكون فيه فائدة للجميع


    جمعنا واياكِ تحت تلك الراية العظيمة



    يوم لا ينفع ومال ولا بنون الامن أتى الله بقلب سليم
  4. #4
    سبحان الله بحمده غير متواجد حالياًوفقها الله
    تاريخ التسجيل
    19-11-2006
    المشاركات
    3,038
    موضوع رائع وجميل وشرح وافى والحمد لله

    وصلى الله وسلم على خير الأنام ورسول السلام

    سيدنا محمد صاحب الخلق العظيم كما وصفه ربه سبحانه وتعالى

    مشكوررررررررين على النقل المفيد والدنا الطيب
  5. #5
    الصورة الرمزية محمود جد ياسين
    محمود جد ياسين غير متواجد حالياً:: مراقب عام المنتديات ::
    تاريخ التسجيل
    13-11-2006
    المشاركات
    28,882
  6. #6
    الصورة الرمزية غنيم البورسعيدى
    غنيم البورسعيدى غير متواجد حالياًمراقب - وفقه الله
    تاريخ التسجيل
    28-02-2007
    المشاركات
    33,525
    اللهم صلي على محمد و على أل محمد
    كما صليت على إبراهيم و على أل إبراهيم 
    وبارك على محمد و على أل محمد 
    كما باركت على إبراهيم و على أل إبراهيم 
    في العالمين انك حميد مجيد



    بارك الله فيك ياشمس المنتدى
  7. #7
    الصورة الرمزية غنيم البورسعيدى
    غنيم البورسعيدى غير متواجد حالياًمراقب - وفقه الله
    تاريخ التسجيل
    28-02-2007
    المشاركات
    33,525

    وإنك لعلى خلق عظيم



    وإنك لعلى خلق عظيم

    الحمد لله الذي بعث لنا رسولاً ليتمم لنا مكارم الأخلاق والصفات ، وجعل له القرآن خلقاً وامتن عليه بأفضل السمات ، ثم أثنى عليه قائلاً : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم:4 ]

    والصلاة والسلام على من زكاه رب العالمين ، ومدحه في كتاب يتلى إلى يوم الدين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - .
    أما بعد / فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما : ( أن هشام بن حكيم سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت : خلقه القرآن )

    فالناظر في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجدها مثلاً حياً لحسن الخلق حيث لخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الهدف من بعثته في قوله : ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) [رواه البخاري في الأدب المفرد ، والحاكم في المستدرك ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 2345 ] ، فكان - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الله بأخلاقه كما يدعو إليه بأقواله .

    وكتب السيرة مليئة بمواقف إن دلت على شيء فإنما تدل على حسن خلق النبي – صلى الله عليه وسلم – ولو أردنا سرد هذه المواقف لم تسعنا هذه الورقات القليلة لذا سنأخذ قطرة من فيض أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – التي تحلى بها في بعض مواقفه حتى نتأسى به - صلى الله عليه وسلم – امتثالاً لقول الله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [21 : الأحزاب ]

    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الله – سبحانه وتعالى- :

    فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ( أفلا أكون عبداً شكور) [متفق عليه ]

    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أهله :
    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) [ رواه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم 3895 ].
    و كان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: ( يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء ) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: ( يا ابنة الصديق ) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.

    و كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: ( دعي لي ، وتقول له: دع لي ) [رواه مسلم ]

    وعن الأسود قال : سألت عائشة ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته ؟ قالت : ( كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة ) [رواه مسلم ].

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ) [رواه الإمام أحمد في مسنده ، والبخاري في الأدب المفرد ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد رقم 419 ]

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك ) . [رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في صحيح أبي داوود رقم 2878 ]

    و كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة
    فعن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها ( أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم وأصحابه -، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي – صلى الله عليه وسلم - بين فلقتي الصحفة وهو يقول: ( كلوا، غارت أُمكم - مرتين - ) ثم أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة ) [رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم 3966 ]

    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه

    عن أنس رضي الله عنه قال: ( كان النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له ) [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ]

    وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يكره أن يقوم له أحد فعن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ) [رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 5229 ]

    وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – أن يمزح مع أصحابه، فعن الحسن البصري - رضي الله عنه - قال : ( أتت عجوز للنبي – صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز فولت وهي تبكي فقال: أخبروها انها لا تدخلها وهي عجوز إن الله يقول: ﴿ إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً ﴿ 35﴾ فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً ﴿36﴾ عُرُباً أَتْرَاباً ﴾ ) [ الواقعة 35 – 37 ] [رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني ] .


    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال :

    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه أنه قال : (كان - صلى الله عليه وسلم - يمر بالصبيان فيسلم عليهم ).

    وكان - صلى الله عليه وسلم – ( يحمل أمامة بنت زينب – ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها ) [متفق عليه ]

    وجاء الحسن والحسين – رضي الله عنهما - وهو يخطب فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه ثم قال: ( صدق الله ورسوله ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال:28 ] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ). [رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم 1412 ]

    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الخدم:

    عن أنس - رضي الله عنه - قال: ( خدمت النبي – صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا ) [متفق عليه ].

    و عن عائشة - رضي الله تعالى - عنها قالت: ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ) [رواه مسلم ].

    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه

    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة – رضي الله عنها - أنها قالت : يا رسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : (لقد لقيت من قومك. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة. إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال. فلم يجبني إلى ما أردت. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال : إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال : فناداني ملك الجبال وسلم علي، ثم قال : يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا )

    وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال : عندما قيل له ادع على المشركين قال - صلى الله عليه وسلم-: ( إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة ) [ رواه مسلم ] .


    أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع المخطئين :

    عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( لا تزرموه، دعوه ) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: ( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن ) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. [رواه مسلم ]

    وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: إن فتىً شاباً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: ( ادنه )، فدنا منه قريباً، قال: ( أتحبّه لأمّك؟ ) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: ( أفتحبه لابنتك؟ ) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم ) قال: ( أفتحبه لأختك؟ ) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم ). قال: (أفتحبه لعمتك؟ ) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم ). قال: ( أفتحبه لخالتك؟ ) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم ) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه ) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. [رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند ].

    هذا فيض من غيظ ونقطة من بحر وقليل من كثير من أخلاق البشير النذير السراج المنير فما أحوجنا أن نملأ بمحبته قلوبنا ، وما أحوجنا أن نربي على هذه السنة والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا ، ما أحوجنا أن نتربى عليها مساء صباح ، ونضع أخلاق النبي – صلى اللهىعليه وسلم نصب أعيننا ، لتظهر آثارها علينا ليلاً ونهارًا ، فبحسب متابعته تكون العزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد والهداية والفلاح والنجاة وطيب العيش في الدنيا والآخرة .


  8. #8
    الصورة الرمزية غنيم البورسعيدى
    غنيم البورسعيدى غير متواجد حالياًمراقب - وفقه الله
    تاريخ التسجيل
    28-02-2007
    المشاركات
    33,525
  9. #9
    الصورة الرمزية محمود جد ياسين
    محمود جد ياسين غير متواجد حالياً:: مراقب عام المنتديات ::
    تاريخ التسجيل
    13-11-2006
    المشاركات
    28,882
    مشكور لمروركم الطيب اخى فى الله غنيم 

    بارك الله فيكم

    وجزاكم خيرا بقدر دعائكم لنا 

    وصلى الله وسلم على صاحب الخلق العظيم

    محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين
  10. #10
    تاريخ التسجيل
    27-04-2007
    المشاركات
    3,468
    بارك الله فيكم والدنا الفاضل
    على هذا الموضوع العظيم والرائع 
    ونتمنى أن يفيد جميع الإخوة والأخوات
    اللهم صلى وسلم و بارك علىسيدنا محمد
    جزاكم الله خيرأ ً ونفع بكم المسلمين

    من مواضيع العزيز بحب الله ورسوله :

تعليقات