التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عمر بن الخطاب مثل أعلى للنزاهة وعدالة الحكم في الإسلام


عمر بن الخطاب مثل أعلى للنزاهة وعدالة الحكم في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
********************
سيدنا عمر بن الخطاب " رضوان الله عليه " كان، وما زال ، المثل الأعلى للمسلمين في جميع أنحاء العالم ، فكلما دار النقاش حول العدل يقفز اسم عمر بن الخطاب كمثل أعلى للنزاهة وعدالة الحكم في الإسلام
– " حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر".
وبالطبع هناك الكثير والكثير من القصص والرويات التى تحويها كتب التاريخ والتراث عن فترة حكم عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعن ما سادها من حكمة وعدل ونزاهة لايسعها المجال ولا يحتويها الزمن لسردها .
لذلك سنكتفى هنا بذكر قصتين فقط من تلك القصص الرائعة الزاخرة بتاريخه رضوان الله عليه ، تبين مدى حكمته ونزاهته وزهده وعدله ...

الأولى :
الطريق إلى القدس
تلقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطاباً من قائد حملته للقدس بأن أهل بيت المقدس قد طلبوا الصلح مشترطين أن يتولاه الخليفة بنفسه ، وذلك أنه لما اشتد حصار جيوش المسلمين لبيت المقدس ، أطل البطريرك صفرو نيوس على المحاصرين من فوق أسوارالمدينة وقال لهم " إنا نريد أن نسلم لكن بشرط أن يكون التسليم لأميركم فقدموا له أمير الجيوش ، فقال: " لا إنما نريد الأمير الأكبر نريد أميرالمؤمنين".عندها كتب أمير الجيش إلى عمر بن الخطاب يقول : إن القوم يريدون تسليمالمدينة لكنهم يشترطون أن يكون ذلك ليدك شخصياً ، فخرج عمر قاصداً بيتالمقدس ومعه راحلة واحدة وغلام ، فلما صار في ظاهر المدينة قال لغلامه : "نحن اثنان والراحلة واحدة ، فإن ركبت أنا ومشيت أنت ظلمتك ، وإن ركبت أنت ومشيت أنا ظلمتني ، وإن ركبنا الاثنين قصمنا ظهر البعير ، فلنقتسم الطريق مثالثة "، وأخذ عمر يركب مرحلة ويقود الراحلة مرحلة ، والغلام يركب مرحلة ويقود مرحلة وتمشي الراحلة وهي لا تحمل أحداً مرحلة ، وهكذا استمر يقتسم الطريق مثالثة بين نفسه وبين غلامه وبين راحلته من المدينة حتى بلغ جبلاً مشرفاً على القدس صادف أن كانت ببلوغه قد انتهت مرحلة ركوبه فكبر من فوق ظهر الراحلة ، ولما فرغ من تكبيره قال لغلامه: "جاء دورك فاركب". قال الغلام: "يا أميرالمؤمنين لا تنزلن ولا أركبن فإنا مقبلون على مدينة فيها مدنية وحضارة وفيها الخيول المطهمة المسرجة والعربات المذهبة فإن دخلنا على هذه الصورة أنا راكب وأمير المؤمنين آخذ بمقودها هزأوا وسخروا من أمرنا وقد يؤثر ذلك في نصرنا".قال عمر: " دورك.. لو كان الدور دوري ما نزلت وما ركبت ، أما والدور دورك فوالله لأنزلن ولتركبن ".ونزل عمر وركب الغلام الراحلة وأخذ عمر بمقودها فلما بلغ سور المدينة وجدنصاراها في استقباله خارج بابها المسمى بباب دمشق ، وعلى رأسهم البطريرك صفرو نيوس فلما رأوه آخذاً بمقود الراحلة وغلامه فوق رحلها أكبروه وخروا له ساجدين ، فأشاح عليهم الغلام بعصاه من فوق رحلها وصاح فيهم :
ويحكم ارفعوا 
رؤوسكم فإنه لا ينبغي السجود إلا لله".
فلما رفعوا رؤوسهم انتحى البطريرك
صفرونيوس ناحية وبكى .. فتأثر عمر وأقبل عليه يطيب خاطره ، فقال صفرونيوس : "إنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية لا ترق ولا تنقطع".

الثانية :
رسول كسرى
ويروي التاريخ قصة رسول كسرى الذي جاء إلى المدينة لمقابلة خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، فسأل عن قصره المنيف، أو حصنه المنيع، فدلوه على بيته، فرأى ما هو أدنى من بيوت الفقراء، ووجده نائماً في ملابس بسيطة تحت ظل شجرة قريبة ،
فقال مقولته الشهيرة: " حَكمتَ فعَدَلتَ فأمِنتَ فنِمتَ يا عمرُ ".

قال الشاعر :
و راعَ (أذهل) صاحبَ كِسرى أنْ رأى " عُمراً " -- بين الرعيَّةِ عَطلاً (في حالة بسيطة كعامة الناس) و هوَ راعيها
وعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أنَّ لها -- سوراً مِن الجُند والأحراس يحميها
رآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فرأى -- فيه المهابةَ في أسمى معانيها
فوقَ الثرى تَحت ظِلِّ الدَّوحِ (الشجرة الكبيرة) مُشتملاً -- بِبُردَةٍ (مرتديا عباءته) كادَ طُولُ العهدِ يُبليها
فهان في عينيهِ ما كان يُكبِرُهُ -- مِنَ الأكاسرِ و الدُّنيا بأيديها
وقال قولةَ حَقٍّ أصبحت مَثلاً -- وأصبحَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يَرويها
أَمِنتَ لمّا أقمتَ العَدلَ بَينَهُمُ -- فَنِمتَ نَومَ قَريرِ العينِ هانيها
********************
رحم الله الفاروق عمر وجزاه عن أمته خير الجزاء
وجمعنا وإياه على حوض نبينا عليه الصلاة والسلام

تعليقات